منتدى ادارة اوقاف الحسينية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المنظومة التكاملية لعلوم القرآن الكريم ( الجزء التاسع)

اذهب الى الأسفل

المنظومة التكاملية لعلوم القرآن الكريم ( الجزء التاسع) Empty المنظومة التكاملية لعلوم القرآن الكريم ( الجزء التاسع)

مُساهمة من طرف Admin الخميس مارس 12, 2015 5:36 pm


المنظومة التكاملية لعلوم القرآن الكريم

الجزء التاسع

المحكم والمتشابه

المحكم: ما استقل بنفسه، ولم يحتج إلى بيان، لأنه أصل من الأصول،
والمتشابه: ما يحتاج في فهمه إلى رده لبعض الأصول. والمتشابه: ما عرف المراد منه، ولو بالتأويل. والمتشابه : ما استأثر الله تعالى بعلمه ، كقيام الساعة ، وخروج الدجال ، والحروف المقطعة في أوائل السور . وهذا قول جمهور أهل السنة، فإنهم يمسكون عن الكلام في هذه الأمور، ويقفون عند الإيمان بأنها من عند الله، والوقوف عند اللفظ، ثم تسليم المعنى، وتفويضه لله، فيقولون: الله أعلم بمراده.

ولقد ورد في القرآن الكريم ثلاث آيات:
إحداها تدل على أن القرآن محكم كله، هي قوله تعالى: ( الر ۚ كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1)) سورة هود:آية 1 والقرآن كله بهذا المعنى محكم، أي نظمت آياته نظماً لا يطرأ عليه شيء يخل بفصاحته وبلاغته، وذلك هو الإحكام من جهة اللفظ والصياغة، وهو بعد ذلك محكم كله من جهة المعاني لا يلحقه تناقض، ولا يوصف خبرمنه بكذب، بل كل تشريع فيه منطو على مصلحة وحكمة.
ثانيها تدل على أن القرآن متشابه كله، هي قوله تعالى: ( اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ .... ) سورة الزمر آية ـ 23 ، فالقرآن كله متشابه، في كونه أحسن الحديث، وفي كونه مثاني، مكرر المواعظ والوعد والوعيد، يزداد بتكرار تلاوته حلاوة
ثالثها تدل على أن القرآن بعضه محكم، وبعضه متشابه، هي قوله تعالى: ( هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ.... ) سورة آل عمران ـ من الآية 7 وهذه الآية تدل على أن بعض القرآن محكم، وبعضه متشابه، فهي موضوع البحث، وهي التي خاض فيها العلماء.
من الواضح أن المحكم والمتشابه في هذه الآية متقابلان، وفي المقصود من كل منهما اختلف العلماء، أذكر بعضاً منها:
والعلماء في معرفة المتشابه وعدم معرفته فريقان:
الفريق الأول- وهو المختار عند أهل السنة - فإنهم يمنعون التأويل، ويقفون عند قوله تعالى: ( وما يعلم تأويله إلا الله ) من الآية الكريمة. ( هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ) سورة آل عمران ـ آية 7. ويبتدئون بقوله: ( والراسخون في العلم يقولون آمنا به ) الخ جملة مستأنفة.
أما الفريق الثاني – وعلى رأسه مجاهد، وابن عباس، وأبو الحسن الأشعري، والمعتزلة، واختاره النووي – فإنهم يفتحون باب التأويل، ويرون أنه يمكن الإطلاع على علمه، ويعطفون ( والراسخون في العلم ) على لفظ الجلالة، ويجعلون جملة ( يقولون ) حالا.
ولكل من الفريقين أدلته التي يعضد بها رأيه. وفي هذا الموضوع يعجبني قول الراغب:

إن جميع المتشابه على ثلاثة أضرب:
1. ضرب لا سبيل إلى الوقوف عليه، كوقت الساعة، وخروج الدابة ونحو ذلك.
2. وضرب للإنسان سبيل إلى معرفته، كالألفاظ الغريبة، والأحكام الغلقة.
3. وضرب متردد بين الأمرين، يختص بمعرفته بعض الراسخين في العلم، ويخفى على من دونهم، وهو المشار إليه بقوله – صلى الله عليه وسلم – لابن عباس: ( اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل ). ومن هذا التقسيم نعلم أن الوقوف على قوله ( وما يعلم تأويله إلا الله ) ووصله بقوله ( والراسخون في العلم ) جائزان، وأن لكل منهما وجهاً.

أ- تعريف المحكم والمتشابه :

1- تعريف المحكم :

أ- الإحْكام لغة : الإتقان البالغ، ومنه البناء المحكم الذي أتقن، فلا يتطرق إليه الخلل أو الفساد. أما اصطلاحاً فقد اختلف الأصوليون في تعريفه على أقوال منها:
1- أن المحكم ما عرف المراد منه، إما بالظهور أو بالتأويل.
2- أن المحكم لا يحتمل من التأويل إلا وجهاً واحداً.
3- أن المحكم هو الواضح الدلالة الذي لا يحتمل النسخ.
4- أن المحكم ما استقل بنفسه ولم يحتج إلى بيان.
5- أن المحكم هو المتقن الذي لا يتطرق إليه الإشكال.

2-تعريف المتشابه :

أ- لغة : مأخوذ من الشَّبَه، وهو التماثل بين شيئين أو أشياء. ولما كان التماثل بين الأشياء يؤدي إلى الشك والحيرة، ويُوقع في الالتباس، توسعوا في اللفظ، وأطلقوا عليه اسم " المتشابه ".
يقال: اشتبه الأمر عليه، أي التبس عليه.

أما اصطلاحاً فقد اختلف فيه أيضاً على أقوال :

1- ما استأثر الله بعلمه، كقيام الساعة، وخروج الدابة والدجال.
2- ما لم يستقل بنفسه واحتاج إلى بيان برده إلى غيره.
3- ما احتمل أكثر من وجه.
4- ما كان غير واضح الدلالة ويحتمل النسخ.

ب- القرآن من حيث الإحكام والتشابه يمكن اعتبار القرآن محكماً كله أو متشابهاً كله أو اعتبار بعضه محكماً وبعضه متشابهاً وتفصيله التالي :

1- القرآن كله محكم: بمعنى إحكام ألفاظه وعدم وجود خلل فيه، المراد بإحكامه أيضاً: إتقانه، وعدم تطرق النقص والاختلاف إليه. قال تعالى: { الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ } [هود: 1].
2- القرآن كله متشابه: بمعنى أن آياته متشابهة في الحق والصدق، والإعجاز، والهداية إلى الخير. قال تعالى: { اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ } [الزمر: 23].
3- بعض القرآن محكم وبعضه متشابه: بمعنى أن الآيات المحكمة هي أم الكتاب أي أن هذه الآيات جماع الكتاب وأصله، فهي بمنزلة الأم له، لا غموض فيها ولا التباس، كآيات الحلال والحرام التي هي أصل التشريع، بخلاف الآيات المتشابهة التي تختلف فيها الدلالة، على كثير من الناس، فمن رد المتشابه إلى المحكم الواضح فقد اهتدى. قال تعالى: { هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ } [آل عمران ـ من الآية 7].

رد المتشابه إلى المحكم :

1- قال تعالى: { إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا } [الزمر: 53].
هذه الآية متشابهة تحتمل معنيين:
المعنى الأول: غفران الذنوب جميعاً لمن تاب.
المعنى الثاني: غفران الذنوب جميعاً لمن لم يتب.
رد الآية المتشابهة إلى المحكمة: وهي قوله تعالى: { وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا } [طه: 82]. تبين من الآية المحكمة أن الله يغفر الذنوب جميعاً لمن تاب وهو مؤمن واتبع طريق الهدى .
2- قوله تعالى: { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } [الحجر: 9].
هذه الآية تحتمل معنيين.
المعنى الأول: إن كلمة { إِنَّا نَحْنُ } تحتمل الواحد المعظم نفسه وهو حق.
المعنى الثاني: أنها للجماعة، وهو باطل، وتحتمل أيضاً الواحد ومعه غيره، فهي آية متشابهة تمسك بها النصارى الذين قالوا بالتثليث.
رد الآية المتشابهة إلى المحكمة :
وهي قوله تعالى: { إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ } [النحل: 22].
وقوله تعالى: { مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ }[المؤمنون: 91]. وقوله تعالى: { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد ٌ} [الإخلاص: 1].
تبين من الآيات المحكمة أن المراد بقوله: { إِنَّا نَحْنُ } هو الله الواحد المعظم نفسه.

حكمة ورود المحكم والمتشابه :

1- إن الله سبحانه احتج على العرب بالقرآن، إذ كان فَخْرُهم ورياستهم بالبلاغة وحسن البيان، والإيجاز والإطناب، والمجاز والكناية والإشارة والتلويح، وهكذا فقد اشتمل القرآن على هذه الفنون جميعها تحدياً وإعجازاً لهم.
2- أنزل الله سبحانه الآيات المتشابهات اختباراً ليقف المؤمن عنده، ويرده إلى عالِمِهِ، فيَعْظُم به ثوابه، ويرتاب بها المنافق، فيستحق العقوبة.
ولقد أشار الله تعالى في كتابه إلى وجه الحكمة في ذلك بقوله: { فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلا } [البقرة ـ من الآية 26] ثم قال: جواباً لهم: { يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا } . فأما أهل السعادة فيعملون بمحكمه، ويؤمنون بمتشابهه، فيستوجبون الرحمة والفضل، وأما أهل الشقاوة فيجحدونها،فيستوجبون الملامة.
3- أراد الله عز وجل أن يشغل أهل العلم بردّه إلى المحكم، فيطول بذلك فكرهم، ويظهر بالبحث اهتمامهم، ولو أنزله محكماً لاستوى فيه العالم والجاهل، فشغل العلماء به ليعظم ثوابهم وتعلو منزلتهم، ويكرم عند الله مآبهم.
4- أنزل المتشابه لتشغل به قلوب المؤمنين ، وتتعب فيه جوارحهم وتنعدم في البحث عنه أوقاتهم، ومدد أعمارهم، فيجوزوا من الثواب حسبما كابدوا من المشقة.
وهكذا كانت المتشابهات ميدان سباق تنقدح فيه الأفكار والعلوم.

منشأ التشابه :

نشأ التشابه من خفاء مراد الشارع في كلامه، فمرة يرجع إلى اللفظ، ومرة يرجع إلى المعنى، ومرة يرجع إلى اللفظ والمعنى.

1- اللفظ: قوله تعالى: { فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِين ِ} [الصافات: 93].
فلفظة: اليمين تحتمل استعمال يده اليمنى غير الشمال، وتحتمل أيضاً أن الضرب كان بقوة، لأن اليمين أقوى الجارحتين، وتحتمل أن الضرب كان بسبب اليمين التي حلفها إبراهيم، وفي قوله تعالى: { وَتَاللَّهِ لأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ } [الأنبياءـ من الآية 57].

2- المعنى: مثل ما استأثر الله بعلمه من أهوال يوم القيامة، وعلامات الساعة، والجنة والنار.

3- اللفظ والمعنى: قوله تعالى: { وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا } [البقرة ـ من الآية 189] فهذا الخفاء في المعنى وفي اللفظ معاً إذ لا يمكن معرفة معنى هذه الآية إلا بالرجوع إلى تفسيرها، فقد كان أهل الجاهلية يعتقدون أن الرجل إذا أحرم بالحج لم يدخل من باب البيت بل يخرق خرقاً أو يدخل من وراء البيت، فرد عليهم القرآن وبيَّن أن ليس شيء من ذلك من أبواب البر ولكن البر هو التقوى.

آيات الصفات :

إنها محكمة لكونها صفات الله تعالى، متشابهة بالنسبة لنا من حيث كيفيتها مثل صفة:
الاستواء على العرش، فهي معلومة في معناها، ولكن الكيف مرفوع كما قال الإمام مالك: الإستواء معلوم، والكيف مرفوع، والسؤال عنه بدعة. أي معنى الاستواء معلوم، ونثبت له كيفية، فصفات الله منزّهة عن الكيف، والسؤال عن الآيات المتشابهات.
Admin
Admin
Admin

عدد المساهمات : 78
تاريخ التسجيل : 01/03/2015

https://aw9fel7sanea.forumegypt.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى